قول المنافقين في نصر المسلمين وردُّ الله عليهم
{إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ} الذين كانوا يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ،{وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} من المنافقين على نحو عطف التفسير ،أو الذين كانوا يعيشون أجواء الشكّ والريبة ،من دون أن يتخذوا موقفاً واضحاً في السر والعلن:{غَرَّ هَؤُلاءِ} في أسلوب من أساليب التنديد بمسيرة المسلمين ،وإقدامهم على خوض المعركة الذي قد يعتبرونه نوعاً من أنواع التهور ؛فيرجعون ذلك إلى أن دينهم الذي يؤمنون به هو الذي أوقعهم في الغرور ،في ما وعدهم به من الدخول في الجنّة والحصول على ثواب الله في الآخرة ،مما يجعلهم لا يقدّرون العواقب في ما تتمخّض عنه نتائج الأشياء ؛ولكنّ الله يرد على هذه الفكرة بأن هؤلاء قد أعدّوا أنفسهم إعداداً جيداً ،ثم واجهوا المعركة بروحٍ واثقةٍ بالنصر من خلال الثقة بالله والتوكّل عليه .{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} لا يُغلب في عزته في ما يريد أن يقضي من قضاء ،ولا يُنتقص من حكمته في ما يريد أن يخطط من أمور .