{وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} قيل: الفاكهة: مطلق الثمار ،والأبّ:الكلاء والمرعى .
وقد جاء في الدر المنثور: «أخرج أبو عبيد في فضائله ،وعبد بن حميد ،عن إبراهيم التيمي ،قال: سُئل أبو بكر الصدّيق ( رضي الله عنه ) عن قوله:{وَأَبّاً} فقال: أيّ سماء تظلني وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم .
وأخرج سعيد بن منصور ،وابن جرير ،وابن سعد ،وعبد بن حميد ،وابن المنذر ،وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان ،والخطيب ،والحاكم ،وصحّحه عن أنس ،أنّ عمر قرأ على المنبر:{فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً*وَعِنَباً وَقَضْباً* وَزَيْتُوناًإلى قولهوَأَبّاً} قال: كل هذا قد عرفناه ،فما الأبّ ؟ثم رفع عصاً كانت في يده ،فقال: هذا لعمر الله هو التكلف ،فما عليك أن لا تدري ما الأبّ ؟اتبعوا ما بُيِّنٍ لكم هداه من الكتاب ،فاعملوا به ،وما لم تعرفوه فكِلوه إلى ربه »[ 3] .
وقد نستوحي من هاتين الروايتين أن عظماء الصحابة كانوا لا يملكون المعرفة الشاملة للقرآن ،وأنهم كانوا يتحرّجون من القول في القرآن بغير علم ،فيقفون عند ما لا يعرفون ويتكلّمون بما يعرفون .