{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} يحتمل أن يكون المراد ملأها بالمياه ،وذلك من خلال وضع معين ،أو من خلال فيضانات كالتي يقال إنها صاحبت مولد الأرض وبرودتها ،أو من خلال الزلازل والبراكين التي تزيل الحواجز بين البحار ،فيتدفق بعضها في بعض .ويحتمل أن يكون المراد التهابها وانفجارهاكما هو المعنى الآخر للتسجير بإضرام الناروقد أوضح ذلك في كتاب «في ظلال القرآن » ،فقال: «فتفجير عناصرها وانفصال الإيدروجين عن الأوكسيجين فيها ،أو تفجير ذراتها على نحو ما يقع في تفجير الذرة ،وهو أشد هولاً ،أو على أيِّ نحو آخر ،وحين يقع هذا ،فإن نيراناً هائلة لا يتصوّر مداها تنطلق من البحار .فإن تفجير قدرٍ محدودٍ من الذرات في القنبلة الذّرية أو الإيدروجينية يحدث هذا الهول الذي عرفته الدنيا ،فإذا انفجرت ذرات البحار على هذا النحو أو نحو آخر ،فإن الإدراك البشري يعجز عن تصوّر هذا الهول ،وتصوّر جهنم الهائلة التي تنطلق من هذه البحار الواسعة »[ 4] .