{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} فليس انشقاقها وانشطارها بطريقةٍ قسريّةٍ خارجة عن إرادتها ،بل هو الانصياع والاستسلام لأمر الله تعالى الذي له أن يفعل بها ما يشاء ،ويحرّكها كما يريد ،فلا مشيئة لها من دون مشيئته ،ولا إرادة لها أمام إرادته .فاعترفت بأنها محقوقةٌ لربّها ،وأنها في موقع الانقياد للحقّ الذي يملكه الله تعالى على كل خلقه .إنه التعبير الكنائي الحيّ المتحرك الذي يوحي بأن للسماء عقلاً وإرادةً ووعياً لمقام ربها ولموقعها منه ،فتتصرّف من خلال ذلك ،في ما يقع فيها من أحداث تسبق لحظة القيامة ،كما تصرّفت من قبل ،وبالخضوع لطاعة الله تعالى ،وفق القوانين والسنن الطبيعية التي أودعها الله فيها وفي الأرض ،كما أودعه في الظواهر الكونية الأخرى .