{ وأذنت لربها وحقت} أي سمعت له في تصدعها وتشققها وهو مجاز عن الانقياد والطاعة ،والمعنى أنها انقادت لتأثير قدرته حين أراد انشقاقها انقياد المطواع الذي يسمع للآمر ويذعن له قال ابن جرير{[7404]} العرب تقول ( أذن لك في هذا إذنا ) بمعنى استمع لك ومنه الخبر الذي روي{[7405]} عن النبي صلى الله عليه وسلم"ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغني بالقرآن "يعني ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن ومنه قول الشاعر{[7406]}:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به *** وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
ومعنى قوله تعالى{ وحقت} أي حق لها ووجب أن تنقاد لأمر القادر ولا تمتنع وهي حقيقة بالانقياد لأنها مخلوقة له في قبضة تصرفه ،قال المعرب:الأصل حق الله طاعتها ولما كان الإسناد في الآية إلى السماء نفسها ،والتقدير وحقت وهي كان أصل الكلام على تقدير مضاف في الضمير المستكن في الفعل أي وحق سماعها وطاعتها فحذف المضاف ثم أسند الفعل إلى ضميره ثم استتر فيه