قوله تعالى:{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} .
تقدم بيان مادة أذن في سورة الجمعة ،عند الكلام على الأذان ،وأذنت هنا بمعنى استمعت وأطاعت ،وحقت أي حق لها أو هي محقوقة بذلك ،أي لا يوجد ممانع لهذا الأمر .
وقد حمله بعض المفسرين على المعنى المجازي في أذنت ،أي لما لم يكن ممانعة من تشققها ،كان ذلك بمثابة الامتثال والاستماع .
وقد قدمنا أن للجمادات بالنسبة إلى الله تعالى حالة لا كهي بالنسبة للمخلوقين ،في مبحث أول الحشر في معنى التسبيح من الجمادات .
وقد جاء صريحاً في حق السماء والأرض من ذلك قوله تعالى:{إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} ،وقال تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} .