وتحكي الآية التالية حال السماء: ( وأذنت لربّها وحقّت ) .
فلا يتوهم أن السماء بتلك العظمة بإمكانها إظهار أدنى مقاومة لأمر اللّه .. بل ستستجيب لأمر اللّه خاضعة طائعة ،لأنّ إرادته سبحانه في خلقه هي الحاكمة ،ولا يحق لأي مخلوق أن يعصي أمره جلّ وعلا .
«أذِنَتْ »: من ( الإذن ) على وزن ( أفق ) ،وهي آلة السمع وتستعار لمن كثر استماعه ،وفي الآية: كناية عن طاعة أمر الآمر والتسليم له .
«حُقّت »: من ( الحق ) ،أي: وحق لها أن تنقاد لأمر ربّها .
وكيف لها لا تسلّم لأمره عزّ وجلّ ،وكلّ وجودها وفي كلّ لحظة من فيض لطفه ،ولو انقطع عنها بأقل من رمشة عين لتلاشت .
نعم ،فالسماء والأرض مطيعتان لأمر ربّهما منذ أوّل خلقهما حتى نهاية أجلهما ،كما تشير الآية ( 11 ) من سورة فصّلت عن قولهما في ذلك: ( قالتا أتينا طائعين ) .
وقيل: يراد ب «حقّت »: إنّ الخوف من القيامة سيجعل السماء تنشق ..ولكنّ التّفسير الأول أنسب .
/خ9