{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} وقد فسّر الشاهد بمن يشهد ويعاين أعمال الكفار في الدنيا ،والمشهود ما يشهده الكل ويعاينونه ،وبذلك تكون الشهادة بمعنى المعاينة ،لا بمعنى أداء الشهادة ،لأن ذلك لو كان المراد لكان حق التعبير «ومشهود عليه » ،لأنها بهذا المعنى إنما تتعدّى ب «على » .
ويتابع صاحب هذا الرأي فيقول: «وعلى هذا يقبل{وَشَاهِدٍ} الانطباق على النبي( ص ) لشهادته أعمال أمته ثم يشهد عليها يوم القيامة ويقبل{وَمَشْهُودٍ} الانطباق على تعذيب الكفار لهؤلاء المؤمنين وما فعلوا بهم من الفتنة ،وإن شئت فقل: على جزائه ،وإن شئت فقل: على ما يقع يوم القيامة من العقاب والثواب لهؤلاء الظالمين والمظلومين »[ 1] .
ونلاحظ عليه ،أنه لا مانع من إطلاق المشهود على محتوى الشهادة المؤدّاة بحذف ما يتعدى به من جهة الدلالة عليه في ما توحي به كلمة الشهادة التي تتضمن شاهداً ومشهوداً به ومشهوداً عليه ،لا سيما إذا لاحظنا أن جوّ السورة يستهدف التأكيد على ما ينال هؤلاء الذين يفتنون المؤمنين عن دينهم في يوم القيامة على أساس قيام الحجة عليهم من خلال الشهود الذين يشهدون عليهم ،كما ورد التأكيد على دور الشهداء الذي يوحي بالمشهود عليه من الأنبياء والأمم في يوم القيامة ،وقد اختلف المفسرون في تأويل كلمة الشاهد والمشهود وتطبيقاتهما ،ولكنها تنظر إلى اللفظين نظراً ذاتياً لا من خلال طبيعة جوّ الآية .