{وَالْمُؤْتَفِكَاتِ}: جمع مؤتفكة .ائتفكت بهم الأرض أي انقلبت .
الاعتبار بمن مضى من الكفار
{أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ} قوم شعيب{وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} وهي القرى التي انقلبت بأهلها ،وهم قوم لوط ،{أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} التي توضّح لهم السبيل وتدلّهم على مواقع الهدى ،فجحدوا وكفروا وتمردوا ،فعذبهم الله بذنوبهم ،بمختلف ألوان العذاب ،وأهلكهم ،{فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} وهو الغني عن ظلم عباده لأنه القوي الذي لا يحتاج أحداً ،إنما يحتاج الظلم الضعيف ،والله قادر على أن يصل إلى ما يريد ،بما يريد ،{وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بما عصوا به الله وانحرفوا عن طريقه ،بعد أن أقام عليهم الحجة من جميع الجهات .إن ذلك التاريخ الذي يمثل سيرة هؤلاء ،من خلال ما يمثله من النتائج السلبيّة لكل هذا الخط المنحرف المتمرّد ،هو الصورة التي يجب أن تتمثلوا فيها النتائج الوخيمة لكل ما تقبلون عليه في مستقبل حياتكم ،ولذلك فإن عليكم أن تتراجعوا عن خط الانحراف لئلا تقعوا في ما وقعوا فيه ،وتنتهوا إلى ما انتهوا إليه ،لأن الله يعامل الآخرين بما عامل به الأوّلين من موقع عدله الذي لا يعجزه أحد ،في أيّ زمان ومكان .