التكامل الحيّ في حركة الوجود
{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى} ربما كانت"ما "موصولة ،أي أقسم بالذي خلق الذكر والأنثى وهو الله ،وكان من المفروض أن يكون التعبير بمن التي هي للعاقل ،ولكن جاء التعبير ب «ما » إيثاراً للتفخيم المشعر بالتعجيب والتفخيم ،أي أقسم بالشيء العجيب الذي أوجد الذكر والأنثى المختلفين في خصائصهما الذاتية وأدوارهما الوجودية مع كونهما خلقاً واحداً .
وربما كانت مصدرية بمعنى أقسم بخلق الذكر والأنثى اللذين يمثلان التنوع الذي تتكامل به الحياة المتحركة في خطين ،الملتقية في وحدتها الوجودية في حركة استمرار الإنسان .وربما كان هذا الوجه قريباً ليتناسب مع طبيعة الليل والنهار اللذين يمثلان التكامل الزمني في امتداد التوازن في النظام الكوني ،كما يمثل الذكر والأنثى التكامل الحي في حركة الوجود المستمر .
والظاهر أن المراد بالذكر والأنثى المعنى الشامل في كل الوجود الحيّ .