{ وما خلق الذكر والأنثى} أي والقادر الذي خلق صنفي الذكر والأنثى من كل نوع له توالد ف ( ما ) موصولة بمعنى ( من ) أوثرت إرادة الوصفية كما تقدم .
قال الإمام وإنما أقسم بذاته بهذا العنوان لما فيه من الإشعار بصفة العلم المحيط بدقائق المادة وما فيها والإشارة إلى الإبداع في الصنع إذ لا يعقل أن هذا التخالف بين الذكر والأنثى ،في الحيوان يحصل بمحض الاتفاق من طبيعة لا شعور لها بما تفعل كما يزعم بعض الجاحدين فإن الأجزاء الأصلية في المادة متساوية النسبة إلى كون الذكر أو كون الأنثى فتكوين الولد من عناصر واحدة تارة ذكرا وتارة أنثى دليل على أن واضع هذا النظام عالم بما يفعل محكم فيما يضع ويصنع انتهى .