رفع ذكر النبي
{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} فجعلنا الشهادة لك بالرسالة مقارنةً للشهادة لله بالوحدانية ،لترتفع المآذن خمس مرات في اليوم والليلة ،ولينطلق به المؤمنون في صلواتهم ،وليتحرك به كل الناس عندما يتحدثون عن الإسلام وعن كل ما يتصل به ،فيذكرونك من خلاله ،أو يذكرونه من خلالك ،هذا بالإضافة إلى ما رفعه الله لك من ذكرٍ عند ملائكته في عالم الغيب .
وقد نستشعر ،من هذه الآية ،أن رفع الذكر قد يكون أمراً محبوباً مرضيّاً عند الله ،بحيث يمتنّ الله به على عباده الذين يرزقهم منه ،فلا مانع من أن يسعى إليه ،ولكن لا من خلال عقدة الذات في الكبرياء أو الأنانية ،بل من خلال المهمّات التي يقوم بها ،والخدمات التي يؤديها للناس قربةً إلى الله ،حيث يكون انتشار ذكره منطلقاً في خط الإيحاء بالرسالة والمسؤولية والإيمان .