إن مع العسر يُسراً
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} وهذه هي الحقيقة الوجودية التي تؤكد على أن كل الحالات الصعبة في الحياة لا دوام لها ،لأنها لا تنطلق من عمق جذريٍّ في الوجود ،بل تنطلق من أوضاعٍ طارئة في ما هو السطح المتحرك في الواقع ،أو في ما هي الحالات التي تختزن في داخلها مختلف المتغيرات التي توجب اختلاف الأوضاع بين المواقع .ولذلك ،فإن على الدعاة إلى الله ،سواء كانوا رسلاً أو أوصياء أو علماء أو مرشدين ،أن لا يتعقّدوا من كل المشاكل التي تحدث لهم ،ومن كل الجهد الذي يحدث لحركتهم ،ومن كل العسر الذي يحيط بهم ،بل أن يدرسوا سنّة الله في الكون ،في ما أودعه في حركة الحياة والمجتمعات من قوانين عامّة ،ليروا أن مع العسر يسراً ،وأن مع التعب راحةً وأن مع الثقل خفةً ،لئلا يسقطوا أو ييأسوا .