{له ملك السماوات والأَرض} أي: لله تعالى وحده ملك السماوات والأرض خلقاً وتدبيراً ،فلا يملك السماوات والأرض أحد إلا الله - عز وجل - لا استقلالاً ولا مشاركة ،قال تعالى:{لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأَرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير} فنفى الاستقلال ونفى المشاركة{وما له} أي: ما لله{من ظهير} أي: من مساعد ساعده على خلق السماوات والأرض ،فله ملك السماوات والأرض وعددها سبع ،قال الله تعالى:{قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم} والأرضون أيضاً عددهم سبع كما جاء ذلك ظاهراً في القرآن وصريحاً في السنة ،قال الله تعالى:{الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأَرض مثلهن} يعني في العدد ،وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً طوقه يوم القيامة من سبع أراضين »{وإلى الله ترجع الأُمور} ،كل الأمور أي الشؤون العامة والخاصة ،الدينية ،والدنيوية ،والأخروية كلها ترجع إلى الله - عز وجل - يتصرف كما شاء يحكم بما شاء ولا معقب لحكمه - عز وجل - فكل أمور الإنسان الخاصة ترجع إلى الله ،ولذلك يجب عليك إذا ألمَّت بك ملمة أن ترجع إلى الله - عز وجل - لأن المشركين وهم مشركون - إذا ألمت بهم الملمات التي يعجزون عنها يرجعون إلى الله - عز وجل - فإذا عصفت بهم الرياح في أعماق البحار على السفن يلجئون إلى الله عز وجل ،ويرجعون إلى الله ،ويسألونه أن ينجيهم وهم مشركون ،فكيف بك أنت أيها المسلم ،فالجأ إلى الله في كل صغير أو كبير ،ديني أو دنيوي خاص بك أو بأهلك ،لا تلجأ لغير الله ،فمن أنزل حاجته بالله قُضيت ،ومن أنزل حاجته بغير الله وُكل إليه ،فنقول: إلى الله ترجع الأمور عامة: الأمور الدينية والدنيوية والأخروية ،والخاصة والعامة ،وإذا آمنت بهذا ويجب أن تؤمن به صرت لا تلجأ إلا إلى الله - عز وجل –