وقوله:( له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور ) أي:هو المالك للدنيا والآخرة كما قال:( وإن لنا للآخرة والأولى ) [ الليل:13] ، وهو المحمود على ذلك ، كما قال:( وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة ) [ القصص:70] ، وقال ( الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير ) [ سبإ:1] . فجميع ما في السماوات والأرض ملك له ، وأهلهما عبيد أرقاء أذلاء بين يديه كما قال:( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) [ مريم:93 - 95] . ولهذا قال:( وإلى الله ترجع الأمور ) أي:إليه المرجع يوم القيامة ، فيحكم في خلقه بما يشاء ، وهو العادل الذي لا يجور ولا يظلم مثقال ذرة ، بل إن يكن أحدهم عمل حسنة واحدة يضاعفها إلى عشر أمثالها ، ( ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) [ النساء:40] وكما قال تعالى:( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) [ الأنبياء:47] .