مزّقناهم كل ممزق: فرقناهم في البلاد .
فبطروا وملّوا تلك النعم ،{فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وظلموا أَنفُسَهُمْ}:
إذ عرّضوها للسخط والعذاب ،بنكران النعمة وعدم الوفاء بشكرها ،فجعلناهم أحاديث للناس ،وفرقناهم مشتتين في البلاد حتى صار يضرب بهم المثل فيقال: « تفرّقوا أيدي سبأ» أي: متفرقين كأهل سبأ ،وأيدي: تعني طُرقا ،ومن معاني اليد: الطريق .
ونزلت قبيلة غسان في حوران وأنشأت دولة الغساسنة ،وكانت عاصمتهم بُصرى ،وعدد ملوكهم 32 ملكا أولهم جفنة بن عمرو وآخرهم جَبَلَة بن الأيهم« أولاد جفنة بالزمان الأول» .ونزلت قبيلة لَخْم في الحِيرة من أرض العراق وأقامت دولة المناذرة .ونزلت قبيلة كِندة في نجد ،وبعضهم ذهب إلى حضرموت ،وأسسوا دويلات اليمن عبر التاريخ
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}: إن فيما حلّ بهؤلاء من النعمة والعذاب عظاتٍ لكل صبّار على البلاء ،شكور على النعم والعطاء .
قراءات:
قرأ أبو عمرو وابن كثير وهشام:{ربنا بعّد بين أسفارنا} ،وقرأ يعقوب:{باعدَ} فعل ماضي ،والباقون:{باعدْ بين أسفارنا} .