ثم بعد هذه الأدلة على وجود الإله القادر ،يعقب عليها بعرض حقيقة الإحياء والإماتة ،وحقيقة الخلق والإنشاء جميعا:
{هُوَ الذي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قضى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ}
وتكثر الإشارة في القرآن الكريم إلى آيتي الحياة والموت ،لأنهما تلمسان قلب الإنسان بشدّة وعمق ،فالحياة ألوان ،والموت ألوان ،منها رؤية الأرض الميتة ثم رؤيتها مخضرة بألوان النبات والزهور ،وكذلك رؤية الأشجار وهي جافة ثم رؤيتها والحياة تنبثق منها في كل موضع ،وتخضر وتورق وتزهر ،وغيرها وعكس هذه الرحلة من الحياة إلى الموت ،كالرحلة من الموت إلى الحياة ،إلى حقيقة الإنشاء وأداة الإبداع ،وهو في ذلك كله كما يقول:
{فَإِذَا قضى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ} بلا معاناة ،ولا توقف{فَتَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الخالقين} [ المؤمنون: 14] .