قُبُلاً: مواجهة ومعاينة ،وبعضهم قال: قبلا جمع قبيل ،يعني قبيلا قبيلا .بعد أن بين سبحانه في الآيات السابقة أن مقترحي الآيات الكونية أقسموا بالله لو جاءتهم آية ليؤمنن بها ،وأن المؤمنين ودُّوا لو أجيبَ اقتراحهم ،وبيّن المخادعة في ذلك الاقتراح ،فصَّل هنا ما أجملَه في قوله{وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} فقال:{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الملائكة ...الآية} .
وهذه الآيةُ متعلقة بما كان يقترحه مشركو العرب على الرسول من الخوارق .فيكون المعنى: إن أولئك الذين أقسموا أن يؤمنوا إذا جاءتهم أيةٌ قومٌ كاذبون .فحتى لو نَزّلنا إليهم الملائكة يرونهم رأي العين ،وكلّمهم الموتى بعد إحيائهم وإخراجهم من قبورهم ،وجمعنا لهم كل شيء مواجهةً وعياناً ،لظلّوا على كُفْرهم ،ما لم يشأ الله تعالى أن يؤمنوا .إن أكثر هؤلاء المشركين يا محمد ،يجهلون الحق ،قد امتلأت قلوبهم بالحقد والعناد .
قال ابن عباس: كان المستهزئون بالقرآن خمسة: الوليد بن المغيرة المخزومي ،والعاصي ابن وائل السهمي ،والأسودَ بن يغوث الزُّهري ،والأَسود بن المطلب ،والحارث بن حنظلة: أتوا رسول الله في رهط من أهل مكة وقالوا: أرِنا الملائكة يشهدوا بأنك رسول الله ،أو ابعثْ بعض موتانا حتى نسألهم: أحقُّ ما تقول أم باطل ؟أو ائتنا بالله والملائكة قبيلا .
فالآية ترد عليهم باطَلهم وتعنتهم .
قراءات:
قرأ نافع وابن عامر «قِبَلاً » بكسر القاف وفتح الباء ،والباقون «قبلا » بالضم .