البأساء: المشقة ،والعذاب الشديد .
الضراء: الضُرّ ضد النفع .يتضرعون: يظهرون الخضوع بتكلّف .
ثم بين أن من سنّته تعالى أخْذَ عباده بالشدائد لعلّهم يثوبون إلى رشدهم ،فقال:{وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إلى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بالبأساء والضراء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} ،فلا يشُق عليك أيها الرسول ما تلاقيه من قومك ...لقد بعثنا قبلك رسلاً إلى أمم كثيرة قبل أمتك فكذّبوهم ،فعاقبناهم لعلّهم يرجعون إلى الله .
لكنّ كثيراً من الناس يصلون إلى حال من الشرك والفجور لا يغيّرها بأس ولا يُحَوّلها بؤس فلا تجدي معهم العبر والمواعظ ،ومنهم تلك الأمم الذين أُرسل إليهم أولئك الأنبياء .
ولا تذهب بعيداً ،وحالنا نحن العربَ شاهد ودليل ...لقد نزل بنا أكبر الشدائد وهاجمنا في ديارنا ألأَمُ الناس وأخبثُهم ،بل أخذوا قسما عزيزاً من بلادنا ،ومع ذلك لم نتعظ ولم نغير من حالنا شيئا .إننا لا زِلنا سادرين في غرورنا ،نتفاخر بماضينا ،غافلين عن عدونا الحاضر ،ويقتل بعضنا بعضاً طمعاً في مناصب فصّلها لهم عدوّ الأمة وخصيم الإسلام ...لم نرجع إلى ديننا ،ولم نتضرع إلى ربنا ،بل تضرعنا إلى أعدائنا الألداء في أمريكا وأوروبا ،نطلب منهم النصر ،غافلين متعمدين عن أن النصر من عند الله ومن عند أنفسنا .