وإن استمرّوا على إعراضهم وإيذائهم للمؤمنينَ بعدَ بيان الرسول فاثبتُوا لهم أيّها المسلمون ،واعلموا أنكم في وَلاية الله ،وهو ناصرُكم عليهم ،وحافظُكم منهم ،وهو خير الحافظين .
وما غُلب المسلمون في هذه الأيام وذهَبَت أرضُهم إلا لأنهم تركوا الاهتداء بهدي دينهم ،وتركوا الاستعداد المادّي والحربيّ الذي طلبه بقوله:{وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ} [ الأنفال: 61] وتفرَّقوا دولاً كثيرة فذهبتْ ريحُهم وقلّتْ هيبتُهم وغُلبوا على أمرهم .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا إلى ما يحبّه ويرضاه ،ويجمع شتاتنا على الخير والهدى فنعود صفّاً واحدا ،ونعيد مقدّساتنا إلى حظيرة الإسلام ،إنه نعم المولى ونعم النصير .