2- شياطينهم: الذين يوسوسون لهم ،والمتفق عليه أن المقصود هم اليهود .
/ت8
تعليق على رواية في صدد الآية [ 14]
ولقد ذكر المفسر الخازن عزوا إلى ابن عباس أن الآية [ 14] نزلت في عبد الله ابن أبي وأصحابه المنافقين ،وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله لأصحابه: انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم ،فذهب فأخذ بيد أبي بكر فقال: مرحبا بالصديق سيد بني تميم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله لرسول الله ،ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحبا بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله ،ثم أخذ بيد علي فقال: مرحبا بابن عمّ رسول الله وختنه وسيد بني هاشم ما خلا رسول الله ،فقال له علي: اتق الله يا عبد الله ولا تنافق فإن المنافقين شرّ خليقة الله تعالى ،فقال: مهلاً يا أبا الحسن إني لا أقول هذا نفاقاً والله إن إيماننا كإيمانكم وتصديقنا كتصديقكم ،ثم تفرقوا فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت فأثنوا عليه خيراً .
والصنعة قوية البروز على الرواية ؛لأن هذه الأوصاف التي وصف بها الثلاثة ( رضوان الله عليهم ) إنما صاروا يوصفون بها بعد مدة طويلة من الهجرة إن لم نقل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بل وبعد وفاتهم .ويخيل إلينا أنها حيكت لإبراز علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) أنه هو وحده الذي فطن لنفاق المنافق ،والرواية بعد تقتضي أن تكون الآية نزلت لحدتها مع أنها منسجمة انسجاما قويا في الفصل يدل على أنها نزلت مع آيات الفصل دفعة واحدة .
والذي نرجحه أن ما حكته الآية كان يقع من المنافقين عموماً حينما كانوا يلتقون بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين منهم خاصة وبغير أقاربهم الذين يمكنهم أن يتبسطوا معهم فجاء في الآية وصفا عاما من أوصافهم ومواقفهم .