/ت71
تعليق على مدى الوصف الذي احتوته الآية{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ} الخ ومدى جرأة النبي صلى الله عليه وسلم في ما كان يبلغه عن الله من الزواجر القاصمة دون مبالاة بعنف الكفار وقوّتهم
والوصف الذي احتوته الآيات يدلّ على شدّة عناد فريق من المشركين وعنفهم وما كانت تحدثه فيهم تلاوة القرآن ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم من غيظ وثورة نفس مما فيه صورة من صور السيرة النبوية في مكة .ويتجلى في الآيات قوّة التنديد بهذا الفريق من جهة وقوة الاستهانة بغيظهم وثورة نفوسهم من جهة أخرى ؛حيث يقابلون بما هو أشد إثارة وأبعث على الغيظ وأصك للسمع .وفي خلال ذلك تتجلى جرأة النبي صلى الله عليه وسلم واستغراقه في مهمته العظمى في إبلاغ الآيات وإسماعها لأناس شديدي العناد والغيظ يكادون يبطشون به حينما يدعوهم إلى الله ويتلو عليهم آيات القرآن .غير مبال بعنادهم وثورة نفوسهم وسورة غضبهم .وقد تجلت هذه الصفات النبوية الرائعة في مواقف كثيرة مماثلة حكتها آيات عديدة أخرى على ما نبّهنا إليه في مناسباته .