تعليق على آية
{من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا}
والآية الأخيرة وإن كانت في صدد النهي عن السير في طريق المشركين الذين كانوا موضوع الكلام والتنديد من الانقسام في الدين شيعا ؛حيث كان منهم المعترف بالله مع إشراك غيره به من ملائكة وغير ملائكة ،ومنهم الوثني ،ومنهم عابد الكواكب ،ومنهم عابد النار إلخ فإن فيها تلقينا جليلا مستمر المدى ولكل ملة ونحلة ومذهب بتقبيح التشيع والانقسام في أمور الدين نتيجة لأهواء النفوس ومآربها وتمسك كل فرقة برأيها تمسك التعصب الأعمى والنهي عنه .
والمتبادر أن هذا لا يعني أن لا يختلف الناس في الاجتهاد فيما لا صراحة فيه من نص قرآني أو حديث نبوي ثابت .فهذا أمر طبيعي وواجب كل إنسان مؤهل له على شرط أن لا يكون فيه انحراف عن الأسس والمبادئ المحكمة في كتاب الله وسنة رسوله ،ولا يكون ناشئا عن هوى ،أو هادفا إلى تأييده .