قوله:{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} أي لا تكونوا من المشركين الذين بدلوا دينهم أو خالفوه ففارقوه{وَكَانُوا شِيَعًا} أي أديانا أو فرقا شتى ،كل فرقة تشايع إمامها الذي أضلها ،وهم في الحقيقة جميعا ضالون بعيدون عن السداد وجادة الصواب .
قوله:{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} الحزب بمعنى الطائفة{[3610]} أي كل فرقة من هذه الفرق أو طائفة من هذه الطوائف ،مسرورون بما هم عليه من ضلال وعوج ،معجبون بما تلبسوا به من ملل الباطل وضلالات الشيطان والهوى .وتلك هي صفة الضالين التائهين من الناس ،السادرين في ظلام الكفر والزيغ عن منهج الله ؛فإنهم معجبون بما هم عليه من ضلالات ؛إذ يحسبون أنهم على كل شيء ،وهم في الحقيقة موغلون في السقوط والانحراف عن دين الله إلى ملل الظلام والكفر{[3611]} .