{ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور ( 22 ) ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور ( 23 ) نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ( 24 )} [ 22 – 24] .
معاني الآيات واضحة ،وقد جاءت معقبة على سابقاتها كما هو المتبادر واحتوت في الوقت نفسه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم على عناد الكفار وأقوالهم وتمسكهم بتقاليد الآباء الباطلة وإنذارا لهم ،فلا ينبغي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يحزن من كفرهم .وقصارى أمرهم متعة قصيرة الأمد ثم يصيرون إلى العذاب الشديد الخالد الذي استحقوه .واحتوت كذلك حثا على إسلام النفس لله عز وجل والاتجاه إليه وحده والجمع بين ذلك وبين الأعمال الحسنة الصالحة وتنويها بالذين يفعلون ذلك .فإنهم يستمسكون بعروة وثقى لا تنفصم .
وأسلوب من الأساليب الصريحة المحكمة التي تقرر كسب الناس لأعمالهم واستحقاقهم للجزاء وفق ذلك والتي تكرر أمثالها كثيرا .