{وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ} بالاستسلام الكلي له في كل أموره ،والإقبال الكامل عليه بكل أقواله وأفعاله ،بحيث تكون ذاته خاضعةً له بكل عمق الفكر والشعور ،ويكون الله هو ما تتطلع إليه بكل أحاسيسها وأفكارها ومشاريعها العملية ،في ما يوحي به تسليم الوجه لله ،من معنى يجعل التوجّه في كل اتجاه بيد الله ،فهو الذي يحدد له وجهته في كل مواقع رضاه ،{وَهُوَ مُحْسِنٌ} في عمله وسلوكه الذي يتحرك معه في اتجاه إسلامه لربّه{فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} التي لا انفصام لها ،لأنها تمثل الصلابة القوية التي لا مجال فيها للخلل من كل جهةٍ ،لأنها ترتبط بالله ،وكل ما يرتبط به فهو ثابت ثبات الكون كله .
إلى الله عاقبة الأمور
{وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الاَْمُور} حيث يجد هؤلاء المسلمون أمرهم إلى الله ،المحسنون في أعمالهم ،كل خيرٍ وثوابٍ ورحمةٍ وفوزٍ عظيمٍ في جنة الله ورضوانه ،