{وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير ( 7 ) ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير ( 8 )}
أم القرى: كناية عن مكة .
يوم الجمع: كناية عن يوم القيامة .
/خ7
تعليق على حديث مروي في صدد الفقرة
{فريق في الجنة وفريق في السعير ( 7 )}
ولقد روى البغوي بطرقه في صدد جملة{فريق في الجنة وفريق في السعير ( 7 )} حديثا عن عبد الله بن عمرو قال: ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم قابضا على كفيه ومعه كتابان فقال: أتدرون ما هذان الكتابان ؟قلنا: لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا .فقال للذي في يده اليمنى: هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وعشائرهم وعدتهم قبل أن يستقروا نطفا في الأصلاب وقبل أن يستقروا نطفا في الأرحام ،إذ هم في الطينة منجدلون فليس بزائد فيهم ولا بناقص منهم إجمال من الله عليهم إلى يوم القيامة .ثم قال للذي في يساره: هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وعشائرهم وعدتهم قبل أن يستقروا نطفا في الأصلاب وقبل أن يستقروا نطفا في الأرحام ،إذ هم في الطينة منجدلون فليس بزائد فيهم ولا بناقص منهم إجمال من الله عليهم إلى يوم القيامة .قال عبد الله بن عمرو: ففيم العمل يا رسول الله ؟فقال: اعملوا وسددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل ،وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل ثم قال: فريق في الجنة فضل من الله وفريق في السعير عدل من الله ){[1804]} .والحديث على الأرجح مدني والآية مكية وإذا صح فإن المتبادر منه أولا: أن عبارة ( كتابان ) في يمينه ويساره هي بسبيل التمثيل وليست بسبيل كتابين حقيقيين فيهما جميع أسماء بني البشر في جميع أدوار الدنيا .ثانيا: إنه بسبيل التنبيه على سبق علم الله الأزلي بأهل الجنة وأهل النار وليس في نصه ولا روحه ما ينتقض ما تبادر لنا من الآية الثانية .