{وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم 11 ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين 12}] [ 11-12] .
في الآيات:
1 – حكاية لقول صدر عن الكفار موجه إلى المؤمنين برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن القرآن والرسالة المحمدية لو كانا حقا وصدقا وخيرا لما تركناهم يسبقوننا إليهما وإنهما لكذب من الأكاذيب القديمة ولذلك لم نؤمن بهما .
2- ورد عليهم بأن كتاب موسى هو قديم جاء قبل القرآن وهو هدى ورحمة ،وبأن القرآن مثله ومتطابق معه نزل باللغة العربية لإنذار الظالمين وتبشير المحسنين .
والآيات كما هو واضح استمرار في السياق السابق من حيث مواقف الكفار وحجاجهم .ولقد تعددت الأقوال في القائلين والمقول عنهم حسب تعددها في الآية السابقة ؛حيث قيل إن القائلين اليهود الذين ظلوا كافرين بعد إسلام عبد الله بن سلام ،وقيل: إن القائلين بعض زعماء قريش والمقول عنهم بعض فقراء المسلمين ومنهم من سمّي عمارا وبلالا وصهيبا ،ومعظم المفسرين رجحوا القول الثاني{[1893]} وهو الأوجه ولا سيما إنه صدر قبل هذه المرة أيضا على ما حكته آية سورة الأنعام هذه:{وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين 53} وهذا يعني أن هؤلاء الزعماء عوتبوا من قبل بعض المؤمنين البارزين على عدم إيمانهم فأجابوا بما ذكرته الآية [ 11] مما فيه صورة طريفة من صور السيرة النبوية في مكة ،ودليل على عدم قيام قطيعة شاملة بين المؤمنين والكفار ،وهو ما ذكرت الروايات صورا كثيرة منه مبثوثة في كتب السيرة .