{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ( 22 ) ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ( 1 ) إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ( 23 ) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ( 2 ) وَضَلَّ ( 3 ) عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ( 24 )} [ 22 - 24] .
في الآيات وصف للموقف المحرج الذي يقفه المشركون يوم يحشرهم الله تعالى يوم القيامة ،حيث يسألهم عن شركائهم فيسقط في أيديهم ويأخذون يحلفون الأيمان على أنهم لم يكونوا مشركين .وهكذا يكذبون أنفسهم ويتنصلون من جريمتهم عبثا ،ويغيب عنهم الشركاء الذين افتروهم ولا يجدون لهم منهم أولياء ولا نصراء .
والآيات متصلة بالسياق وهي مرجحة كما قلنا قبل للتأويل الثاني للآية السابقة عليها ؛حيث يتبادر أن الضمير فيها راجع إلى ( الظالمين ) الذين يفترون على الله ويكذبون بآياته .
وقد استهدفت إثارة الخوف في المشركين وحملهم على الارعواء فيما استهدفته .
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدناه أن الآية [ 23] مدنية مع أنها متصلة اتصالا تاما بسياق الآيات التي قبلها وبعدها وبموضوعها حتى إن الآيات الثلاث تبدو وحدة تامة مما يسوغ الشك في الرواية بقوة بل نفيها ولم نطلع على رواية ما في كتب التفسير تؤيد ذلك .