ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون .
أي أذكر لهم خبر يوم القيامة يوم يجمع الله عنده بين العابدين والمعبودين من دون الله .
ثم نسأل الذين أشركوا ،أين الشركاء ؟
الذين كنتم تزعمون في الدنيا أنهم أولياؤكم من دون الله وأنهم يقربونكم إليه زلفى ،ويشفعون لكم عنده والسؤال هنا سؤال تقريع وتشهير .أي أين هي لتنفعكم ؟
قال القرطبي: وهو سؤال إفضاح لا إيضاح .وقد وبخهم الله بقوله: أين شركاؤكم .مع أنهم محشورون معهم ،لأنه لا نفع يرجى من وجودهم معهم ،فلما كانوا كذلك نزلوا منزلة الغائب ،وجعل وجودهم لعدم نفعه كعدم وجودهم .كما تقول لمن جعل أحدا ظهيرا بعينه في الشدائد ،إذا لم يعنه وقد وقع في ورطة بحضرته ،أين فلان ؟فتجعله لعدم نفعه ،وإن كان حاضرا كالغائب ( 74 ) .
وفي معنى هذه الآية قوله تعالى: وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون .( الأنعام: 94 ) .