{ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} الذين أحسنوا هم المؤمنون الذين آمنوا بالبعث والنشور والجزاء من الثواب والعقاب وآمنوا أولا بلقاء الله .
{ للذين أحسنوا} ،( اللام ) للملك أو الاختصاص ، أي يعطيهم الله الجزاء عطاء موفورا لأجل إحسانهم .{ الحسنى} مؤنث أحسن ، أي يعطيهم الله الجزاء الأحسن ، أي الذي بلغ أعلى درجات الكمال .{ وزيادة} للإشارة إلى أن عطاءهم ليس بمقدار إحسانهم ؛ لأنه سبحانه المتفضل المكرم الذي لا يعطي بمقدار ما قدم بل إنه كما قال تعالى:{. . . . . ويزيدهم من فضله . . .173}( النساء ) .
والزيادة بغفران بعض السيئات{. . . . .إن الحسنات يذهبن السيئات . . . .114} ( هود ) ، ثم بالرضوان وهو أكبر ما يعطي الله تعالى ، وقد قال أهل السنة في ذلك أنهم يرون ربهم ، كما قال تعالى:{ وجوه يومئذ ناضرة22 إلى ربها ناظرة 23}( القيامة ) ، وهذا جزاء مادي ومعنوي إيجابي وهناك جزاء معنوي سلبي قال فيه تعالى:{ ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة} ،{ يرهق} معناها يغشي ،{ قتر} معناها سواد ، وكلمة يرهق تتضمن في معناها الألم والتأذي .
والمعنى أن وجوههم ناضرة مشرقة بالعزة والسعادة والرضا بأنفسهم وبالله سبحانه ثم ذكر الجزاء الكامل ، فقال سبحانه:{ أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون}أشار إليهم سبحانه بالإحسان ومن قبله بالهداية ، والإشارة إلى موصوف يفيد أن الصفة سبب الحكم ،{ أصحاب الجنة} وأصحابها أي الذين يقيمون فيها إقامة الملاك في ملكهم يلازمونها ولا يخرجون منها .
{ هم فيها خالدون} ذكر الضمير وقدم فيها لبيان قصرهم عليها لا يدخلون غيرها جزاء من كسب السيئات .
قال تعالى: