{ ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 93} .
كان بنو إسرائيل في أرض فرعون في منزل دون ومكان هون ، فكانوا في ذلة ومهانة فخرجوا وجاوزوا البحر في عزة ورأوا فرعون وملئه يغرقون{ ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق} أي مكنا لهم مكانا يطمئنون فيه ويبوءون مستريحين أعزة فيما بينهم مستقلين عن التبعية والذل .
وقوله:{ مبوأ صدق} أي مقاما مطمئنا فاضلا يبعد عن السحر والكهانة وغيرها من أوهام فرعون . وقد جاء في مفردات الراغب الأصفهاني أنه يضاف إلى الصدق الفعل الذي يوصف به نحو قوله:{ في مقعد صدق . . .55}( القمر ) ، و{. . . .قدم صدق . . .2} فالصدق هو عنوان الفضائل؛ لأنه يتضمن صدق القول وصدق النفس والضمير ، وهو عنوان لكل عامل فاضل ومكان طيب .
وفي هذه الإقامة الطيبة الفاضلة الكريمة العزيزة رزقهم الله تعالى لمن والسلوى ، وقد سجل الله اختلافهم بعد أن جاءهم العلم بالحق ، ورأوا المبينات الواضحة الدلالة القاطعة في إثبات الوحدانية والرسالات الإلهية ، ومع ذلك لما اختلفوا ، كانت الذلة جامعة بينهم موحدة مؤلفة ، كما جاءهم العلم ومعه العزة اختلفوا على فرق والله سبحانه يحكم بينهم يوم القيامة .
العبرة في القصص
يقول تعالى: