{ قالوا ياهود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين 53} .
هي أقوال ثلاثة رافضة:
أولها:ادعاؤهم أنه لم يأتهم ببينة أي بدليل يدل على رسالته ، وهم بذلك يمضون في عنادهم غير معترفين بما جاءهم من معجزات هي علامة قاطعة .
ثانيها:أنهم ينفون إجابته نفيا لازما قاطعا لا يترددون فيه قائلين:{ وما نحن بتاركي آلهتنا} عن قولك ويردون النفي بإضافة الآلهة إليهم كأنهم منها وهي منهم .
ثالثها:أنهم لا يؤمنون بالحق إذ جاء ، ولذا قال كما حكى الله تعالى عنهم:{ وما نحن لك بمؤمنين} أي وما نحن بمؤمنين استجابة لك ، وقدم{ لك} للإشارة إلى اختصاص الكفر به وعدم التسليم ، في مقابل إيمانهم بما آمن به آباؤهم وقد تأكد النفي بالباء في قوله{ بمؤمنين} .
وقد اتهموه بأنه قد اعتراه بعض آلهتهم بسوء ، أي اتهموا عقله وأن يكون به مس من الجن ، كما قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ، إذا كان هو رائيا قد جاءك التمسنا لك الطب ، وقال أولئك:{ إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} ، أي إن الحال أن بعض آلهتنا أنزل بك سوءا فقلت ما قلت .