{ ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم} ، ففرحوا أشد الفرح ، و{ قالوا يا أبانا ما نبغي} ،{ ما} إما نقول استفهامية ، ومعناها أي شيء نريده بعد ذلك ؟ ، لقد طابت الأمور واستقامت . يطيبون بذلك قلب أبيهم ويدخلون في قلبه السرور ، ويصح أن تكون نافية ، أي لا شيء نبغيه ، فقد تحقق كل ما بغينا ، ولا شيء بعد ذلك ، لقد دفعنا الثمن ، وتسلمنا البضاعة{ هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير} ونلاحظ أنه عبر عن أخذهم بالبضاعة بقولهم{ ردت إلينا} ولم يقولوا جاءتنا ، وذلك لأنهم صدقوا مقالة العزيز عندما قال:{ فلا كيل لكم عندي} كأنها أخذت ثم ردها ، كما يصنع الملوك خصوصا ملوك مصر .
وإن وجود البضاعة في رحالهم أحيت آمالا ،فقالوا:{ نمير أهلنا} فاطمأنوا إلى ذلك ،{ ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير} ، واعتزموا الوفاء لأبيهم ، بحفظ أخيهم ، فقالوا:{ ونحفظ أخانا} .
وأبوهم كان مكلوما من نتائج إعطائهم يوسف ، فكان لا بد أن يحتاط لأخيه ، حتى لا تكون النتيجة مثل ما كان بالنسبة ليوسف ، بل أخذ عليهم ميثاقا كان نصه: