ثمّ إنّ الإخوة حينما عادوا من مصر ( ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم ) فشاهدوا أنّ هذا الأمر هو برهان قاطع على صحّة طلبهم ،فجاؤوا إلى أبيهم و ( قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا ) وهل هناك فضل وكرم أكثر من هذا أن يقوم حاكم أجنبي وفي ظروف القحط والجفاف ،بمساعدتنا ويبيع لنا الحبوب والمؤن ثمّ يردّ إلينا ما دفعناه ثمناً له ؟!
ثمّ أنّه ردّ بضاعتنا علينا بشكل خفي بحيث لا يستثير فينا الخجلأليس هذا غاية الجود والكرم ؟!فيا أبانا ليس هناك مجال للتأخيرابعث معنا أخانا لكي نسافر ونشتري الطعام ( ونمير أهلنا ) وسوف نكون جادّين في حفظ أخينا ( ونحفظ أخانا ) ،وهكذا نتمكّن من أن نشتري كيل بعير من الحبوب ( ونزداد كيل بعير ) وإنّنا على يقين في أنّ سماحة العزيز وكرمهسوف يسهّلان حصوله و ( ذلك كيل يسير ) .