ولقد أكد الله سبحانه وتعالى الإخبار بخلقه لهذا الوجود بالحق ، فقال عز من قائل:{ إن ربك هو الخلاق العليم ( 86 )} .
عبر ب{ ربك} للإشارة إلى أمرين:
الأمر الأول:أنه هو الذي يقوم عليه ، ويدير له أمر دعوته ، بألا يسلم للكفر ، ويصطبر ويعامل بالتقريب لا بالتعبيد .
الأمر الثاني:هو الذي يدبر أمر هذا الوجود ، ويترتب حاضره وقابله ، وأن الحق في النهاية إليه بأمر ربه .
و{ الخلاق} الكثير الخلق بكثرة هذا الوجود من سماوات وأرضين ، وملائكة وإنس وجن ، و{ العليم} الذي يعلم كل ما خلق ويعلم الماضي والحاضر والقابل ، ويدبر الأمر على مقتضى علمه وحكمته ، فهو يمهل الأشرار ولا يتركهم ، ويجازي الأبرار ويحوطهم برحمته ، ويثبت الحق بدعائم من الحق ، ويعطى كلا جزاءه في الدنيا أو الآخرة على حسب ما يقتضي علمه وحكمته