قوله تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه الخلاق العليم .والخلاق والعليم: كلاهما صيغة مبالغة .
والآية تشير إلى أنه لا يمكن أن يتصف الخلاق بكونه خلاقاً إلا وهو عليم بكل شيء ،لا يخفى عليه شيء ،إذ الجاهل بالشيء لا يمكنه أن يخلقه .
وأوضح هذا المعنى في آيات كثيرة ،كقوله تعالى:{قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [ يس:79] ،وقوله:{أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [ الملك:14] ،وقوله:{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [ البقرة:29] ،وقوله:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ لِّتَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمَا} [ الطلاق:12] ،وقوله تعالى مجيباً للكفار لما أنكروا البعث وقالوا:{أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ} [ ق:3] مبيناً أن العالم بما تمزق في الأرض من أجسادهم قادر على إحيائهم:{قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأرْضَ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} [ ق:4] إلى غير ذلك من الآيات .