وإذا كانوا أمام العذاب ، ولا منجاة لهم فلم يبق إلا أن يستسلموا كارهين ، ولذا قال تعالى:
{ وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون ( 87 )} .
الضمير يعود على المشركين ، أي أنهم بعد استسعفوا بالشركاء لم يسعفوهم ، واستصرخوا بهم لم يصرخوهم ، لم يبق إلا أن يستسلموا لله ، وهذا معنى{ وألقوا إلى الله يومئذ السلم} ، وتعدى ب ( إلى ) لتضمن معنى هذا السلم الاستسلام إليه سبحانه بعد طول العناد{ وضل عنهم} ، أي غاب عنهم ما كانوا يفترونه من أن الشركاء تقربهم إلى الله ، وأنها تكون سعفا عند الله تعالى ، و( ما ) اسم موصول بمعنى الذي ، أو مصدرية ، وعلى الأول:غاب عنهم القول الذي كانوا يفترونه ، وعلى الثاني ، غاب افتراؤهم ، ومعنى غيبة الافتراء غيبة موضوع الافتراء ، إذ إن موضوع الافتراء ، وهو شفعاؤهم قد صار لا حقيقة له ، فكان جديرا بأن يغيب غيبة منقطعة .