{السَّلَمَ}: الاستسلام والانقياد .
{وَأَلْقَوْاْ إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ} ،فاستسلموا إليه من موقع العجز ،بعد أن كانوا يرفضون الانقياد لأوامره ونواهيه في الدنيا ،في ظل حرية الإرادة التي منحهم إياها في حركة الطاعة والمعصية ،وكانوا يستعينون بالطغاة والبغاة ويستقوون في مواجهة الأنبياء والمصلحين ،أما الآن فلا شيء لديهم من القوّة الذاتية أو الخارجية ،ولا يملكون من حرية الحركة في ما يريدون شيئاً .إن الموقف هو موقف الاستسلام والانقياد والعجز المطلق أمام القوة الإلهية القاهرة المطلقة ،{وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} ،فضاعت كل أفكارهم وجهودهم وافتراءاتهم ،وتبخّرت في الهواء .ولم يبق منها شيء ،إلا ما يبقى من الجريمة في مواقع المسؤولية .