{الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ} ؛لأنهم لم يكتفوا بالكفر الذي يفسدون من خلاله تصوراتهم وأوضاعهم وعلاقاتهم في الحياة ،بما يتضمنه الكفر من تخريب للواقع العملي على أساس إيحاءات الواقع الذهني ،بل أضافوا إلى ذلك الصد عن سبيل الله ،ومنع الرسالة من الوصول إلى قناعات الناس وأفكارهم ،والضغط على دعاتها وأتباعها بكل الوسائل التي تمنعهم من تحقيق أهدافهم الخيّرة في الحياة .وبذلك ساهموا في تعطيل حركة الحق والخير والعدل ،فأفسدوا الواقع بطريقةٍ سلبيةٍ من هذه الجهة ،كما أفسدوه بطريقةٍ إيجابيةٍ مضادّةٍ ،من جهةٍ أخرى ،في ما قاموا به من الدعوة للكفر ،وإفساح المجال لقيمه الشريرة لتتركز في الأرض ،فاستحقوا العذاب ضعفين ،من خلال إفسادهم لحياتهم ،ولحياة الناس من حولهم ،كما جاء في آية أخرى:{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} [ العنكبوت:13] ،