ثم قال تعالى:( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ) أي:عذابا على كفرهم ، وعذابا على صدهم الناس عن اتباع الحق ، كما قال تعالى:( وهم ينهون عنه وينأون عنه ) [ الأنعام:26] أي:ينهون الناس ، عن اتباعه ، ويبتعدون هم منه أيضا ( وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون ) [ الأنعام:26]
وهذا دليل على تفاوت الكفار في عذابهم ، كما يتفاوت المؤمنون في منازلهم في الجنة ودرجاتهم ، كما قال [ الله] تعالى:( قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ) [ الأعراف:38] .
وقد قال الحافظ أبو يعلى:حدثنا سريج بن يونس ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله في قول الله:( زدناهم عذابا فوق العذاب ) قال:زيدوا عقارب أنيابها كالنخل الطوال .
وحدثنا سريج بن يونس ، حدثنا إبراهيم بن سليمان ، حدثنا الأعمش ، عن الحسن ، عن ابن عباس أنه قال:( زدناهم عذابا فوق العذاب ) قال:هي خمسة أنهار فوق العرش يعذبون ببعضها بالليل وببعضها بالنهار .