يقول تعالى ذكره:وألقى المشركون إلى الله يومئذ السلم يقول:استسلموا يومئذ وذَلُّوا لحكمه فيهم، ولم تغن عنهم آلهتهم التي كانوا يدعون في الدنيا من دون الله، وتبرأت منهم، ولا قومهم، ولا عشائرهُم الذين كانوا في الدنيا يدافعون عنهم ، والعرب تقول:ألقيت إليه كذا تعني بذلك قلت له . وقوله ( وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) يقول:وأخطأهم من آلهتهم ما كانوا يأملون من الشفاعة عند الله بالنجاة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ) يقول:ذلوا واستسلموا يومئذ ( وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) .
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
(1) البيت لمحمد بن نمير الثقفي، وكان يشبب بزينب أخت الحجاج بن يوسف الثقفي فتوعده، فهرب منه (خبره في الكامل للمبرد 289) والبيت من كلمة له (الكامل 376)، وفي (اللسان:رأي) قال. قال:الفراء الرئي:المنظر وأهل المدينة يقرءون الآية (وريا) بغير همز. قال:وهو وجه جيد من رأيت، لأنه من آيات لسن مهموزات الأواخر. وقال الجوهري:من همزه جعله من المنظر من رأيت، وهو:ما رأته العين من حال حسنة، وكسوة ظاهرة. وأنشد أبو عبيد لمحمد بن نمير الثقفي:
أشــاقتك الظعــائن يــوم بـانوا
بـذي الـرئى الجـميل مـن الأثـاث
ومن لم يهمزه:إما أن يكون على تخفيف الهمزة، أو يكون من رويت ألوانهم وجلودهم، أي امتلأت وحسنت. وأثاثا:أي متاعا. قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن (1:365).
(2) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (ص 176) قال:وقوله (سرابيل تقيكم الحر) ولميقل "والبرد"فترك، لأن معناه معلوم، والله أعلم، كقول الشاعر:"وما أدري ... الخ البيت". يريد أن الخير والشر يليني، لأنه إذا أراد الخير، فهو يتقي الشر أ ه. وقد أفصح الشاعر في البيت الذي بعده عن مراده، وهو موافق لما قالوا:
أَأَلْخَـــيْرُ الَّــذِي أنــا أبْتَغِيــهِ
أمِ الشَّــرُّ الَّــذِي هُــوَ يَبْتَغِينـي?
والبيتان:لسحيم بن وثيل الرياحي، من قصيدة مطلعها:
أفــاطِمَ قَبْــلَ بَيْنِــكِ مَتَّعِينــي
ومَنْعُــكِ مـا سـألْتِ كـأنْ تَبِينـي
(3) قال في اللسان:في حديث أم زرع:وأراح على نعما ثريا:أي أعطاني. قال:والترويح:كالإراحة.