وأنهم يعجبون من أن يكون هناك بعث بعد أن يصيروا عظاما نخر ، ولذا قال تعالى:
{ وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاثا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا ( 49 )} .
العظام هي العظام التي خلت من اللحم الذي كسيت به ، وهو عظام الموتى ، والرفت ما تكسر وبلى ، وعن أبي عبيدة والفراء والأخفش تقول منه رفت الشيء رفتا أي عظم مرفوت .
وهنا في الآية الكريمة كأنهم تعجبوا من ثلاثة أمور:
الأمر الأول:التعجب من أنها بعد أن تصير عظاما مرضوضة مكسورة محطومة تجتمع وتكون إنسانا سويا .
الأمر الثاني:التعجب من البعث في ذاته .
الأمر الثالث:أن هذه العظام النخرة تكون خلقا جديدا .
فالتعجب الأول هو قولهم{ أئذا كنا عظاما ورفاتا} وأفرده بالاستفهام ؛لأن بعثه خلقا جديدا بعد أن صار عظاما ورفاتا فكان إفراده بالاستفهام مع أنه مع البعث خلقا جديدا كل مثار تعجب ، للإشارة إلى أنه موضع عجب في ذاته ، وكذلك كان إفراد{ أئنا لمبعوثون خلقا جديدا} .
والتعجب في الأجزاء جزءا جزءا وفي الهيئة الاجتماعية .
والاستفهام إنكاري يفيد الاستبعاد والتعجب ، ولا عجب في خلق الله تعالى:إذ يقول:{. . .كما بدأكم تعودون ( 29 )} [ الأعراف] .