ثم ذكر سبحانه وتعالى معرض إعجاز القرآن فقال:
{ ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا ( 89 )} .
( اللام ) لتوكيد القول ، و ( قد ) لتوكيده ،{ صرفنا} أي حولنا فيه ضروب القول من خبر إلى إنشاء ومن استنكار إلى إقرار ومن قصص فيها الموعظة الحسنة والعبرة المرشدة إلى أحكام شرعية مصلحة للآحاد الأسر والجماعة والأقاليم ، رابطة بين الإنسانية في مجتمعات إلى آيات مبين للحقائق الإنسانية والطبائع في الجواب والكون والإنسان ، وكان ذلك التصريف في هذا القرآن للناس من كل مثل ، و ( من ) هنا بيانية ، أي صرفنا لهم كل مثل ، أي كل حال ذكرناها لتشاكلها مع الوجود الإنساني .
وكان حقا على الناس أن يؤمنوا به ، ولكنهم لم يؤمنوا ، ولذا قال سبحانه:{ فأبى أكثر الناس إلا كفورا} وموضع الاستثناء هنا أن الإباء دخل على كثير فيقدر هكذا:فأبى أن يكثر كل شيء{ إلا كفورا} ، أي إلا أن يكونوا كافرين كفورا لازمهم ، وصار وصفا من أوصافهم ولا حول ولا قوة إلا بالله .