وهم يلقون في جهنم لا شفيع يشفع ؛ ولذا قال تعالى:
{ لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا 87} .
أي أنهم يكونون منقطعين للنار مخلدين فيها لا يشفع لهم شافع ، كما قال تعالى:{. . .ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع 18} ( غافر ) ، وقوله تعالى:{ لا يملكون الشفاعة} ، أي لا يتمكنون من أن يشفع شفيع ، فلا يقبل عدل ، ولا تنفعهم شفاعة ، ثم قال تعالى:{ إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} ، الاستثناء هنا منقطع قد قوبل فيه حالهم بحال المؤمنين ، ومعنى الاستثناء هنا:لكن من اتخذ عند الله عهدا يشفع له ، والعهد هنا هو شهادة أن لا إله إلا الله ، وعبادة الله وحده وهذا العهد تكون به الشفاعة لمن يأذن الله تعالى له ، كما قال تعالى:{ يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا 109} ( طه ) ، وكما قال تعالى:{ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون 86} ( الزخرف ) ، فلا شفاعة لمن لا يشهد بالحق ، والشفاعة لمن شهد بالحق لمن يأذن الله تعالى له بالشفاعة ، وقال تعالى:{ وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى 26} ( النجم ) .