وقوله تعالى:
{ لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ( 87 )} .
{ لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} الضمير لأصنامهم المتقدم ذكرها في قوله{ واتخذوا من دون الله آلهة} رد على عابديهم في دعواهم أنهم شفعاؤهم عند الله .واتخاذ العهد هو الإيمان والعمل الصالح .أي لكن من آمن وعمل صالحا فإنه يشفع للعصاة على ما وعد الله تعالى .وجوز أن يكون ( العهد ) بمعنى الإذن والأمر .يقال:أخذت الإذن في كذا واتخذته بمعنى .من باب ( عهد الأمير إلى فلان بكذا ) إذا أمره به .أي لا يشفع إلا المأمور بالشفاعة ،المأذون له فيها ،وتعضده مواضع في التنزيل:{ وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى}{ ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له}{ يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا} ونحو هذه الآية قوله تعالى:{ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}