ولما قرر تعالى في هذه السورة عبودية عيسى عليه السلام ،وذكر خلقه من مريم بلا أب ،عطف عليه حكاية جنايتهم من دعوى البنوة له ،مهولا لأمرها .وكذا جناية أمثالهم من اليهود والعرب ممن يسمي بعض المخلوقات ابنا أو بنتا له ،تعالى وتقدس – عطف قصته على قصته بقوله:{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا} أي عظيما منكرا .وفي رد مقالتهم وتهويل أمرها بطريق الالتفات ،إشعار بشدة الغضب المفصح عن غاية التشنيع ،والتسجيل عليهم بنهاية الوقاحة والجراءة والجهل .