التّفسير
لما كان الكلام في الآيات السابقة عن الشرك ،وعاقبة عمل المشركين ،فقد أشارت هذه الآيات في نهاية البحث إلى فرع من فروع الشرك ،أي الاعتقاد بوجود ولد لله سبحانه ،وتبيّن مرّة أُخرى قبح هذا الكلام بأشد وأحدّ بيان ،فتقول: ( وقالوا اتخذ الرحمن ولداً ) فليس المسيحيون لوحدهم كانوا يعتقدون بأنّ «المسيح » هو الابن الحقيقية لله سبحانه ،بل إِن اليهود كانوا يعتقدون أيضاً مثل هذا الاعتقاد في ( عزير ) ،وكذلك عبدة الأصنام في ( الملائكة ) فكانوا يظنون أنّها بنات الله{[2399]} .
ملاحظة:
إلى الآن يظنون أنّه ابن الله !
إنّ ما قرأناه في الآيات السابقة ينفي الولد عن الله بكل جزم وقطع ،وإنّ هذه الآيات مرتبطة بزمان مرّ عليه أربعة عشر قرناً ،في حين أنّنا لا نزال نرى اليوم كثيراً من المسيحيينونحن في عصر العلميعتقدون أنّ المسيح ابن الله ،لا بنوة مجازية ،بل هو الابن الحقيقي !وإِذا ما ذكر في بعض الكتابات التي لها صفة التبشير ،وكتبت بصورة خاصّة للأوساط الإِسلامية ،إن هذا الابن ابن مجازي ،فإنّه لا يناسب ولا يوافق المتون الأصلية لكتبهم الإِعتقادية بأي وجه من الوجوه .
ولا ينحصر هذا الأمر في كون المسيح( عليه السلام ) ابناً ،فإِنّهم فيما يتعلق بمسألة التثليث التي تعني الأرباب الثلاثة ( هي جزء من الإِعتقادات الأساسية لهم ) ولما كان المسلمون يتنفرون من هذا الكلام الممتزج بالشرك ،غيرّوا نبرتهم في الأوساط الإِسلامية ،ووجهوا كلامهم بأنّه نوع من التشبيه والمجاز .ومن أجل زيادة التوضيح راجع قاموس الكتاب المقدس في شأن المسيح والأقانيم الثلاثة .