وبعد أن تعاتب الأخوان وتراضيا ، وطلب موسى أن يغفر الله له ولأخيه اتجه إلى مصدر الداء ، فقال له:
{ قال فما خطبك يا سامري 95 قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سوّلت لي نفسي 96} .
قال موسى متجها إلى السامري الذي أحدث هذه الفتنة الطحناء ، وأوجد ذلك الخطب الخطير في قوم يعبدون الله تعالى ، وقد رأوا آياته فيهم أنفسهم ، فكانوا أحق الناس بتوحيد الله سبحانه وتعالى .
{ فما خطبك يا سامري} "الفاء"للإفصاح ، أي إذا كان هذا هارون الرسول معي ، فما شأنك الخطير الذي كان في ذاته خطبا ، وناداه باسمه ليفيض بنفسه بين يديه ، ولا يرهبه ولا يفزع ، فلا يكشف كل ما في نفسه .