{ فاستجبنا له} ، أي أجبناه ، والسين والتاء للطلب ، وهما يدلان على شدة الإجابة وشدة الرفق ، وكانت التعدية ب "اللام"، مع أن "أجاب"تتعدى بنفسها ، للدلالة على كمال العناية به وترادف النعم عليه ، وقال تعالى:{ ونجيناه من الغم} الغم هو الألم الذي يصم النفس ويصيبها بغمة شديدة وهم واصب ، وذلك من أثر المغاضبة التي غاضب بها قومه ، وخرج – عليه السلام – عن سنة النبيين الهادين المرشدين ،{ وكذلك ننجي المؤمنين} أي كهذه النتيجة التي نجينا بها صاحب الحوت ننجي المؤمنين ، فلا ندع مؤمنا في غم ، بل نفرج عنه .
وهنا أمران بيانيان نشير إليهما:
أولهما – أنه حذف من القول ما أنبأ به سياق الكلام ، فلم يذكر التقام الحوت له ، ولكن أشير إلى ندائه في ظلمات جو ف الحوت ودل على التقامه والشدة الشديدة التي كان فيها يونس ، وأنه كان في ظلمات لا يعرف لها نهاية ولا غاية ، وذلك من الإيجاز بالحذف الحكيم .
الأمر الثاني – في العطف بالفاء الدالة على الترتيب والتعقيب ، وإضافة النجاة والاستجابة إليه سبحانه للدلالة على أنهما مؤكدان برحمته سبحانه وفضله .